ياحبيبتي..أكتب
قصائدي لكِ فيها أشجاني ، فيها لكِ حبُ ممزوجٌ بحناني ، فيها شوقٌ لرؤيتكِ
في كل آنِ ، فريحكِ أطيب من مسكٍ وريحانِ ، ياأول دفءٍ عرفته أحضاني ،
حبيبتي نداءً لايمَلُّه لساني ، أذكريني فإن الكل نساني واشمليني برعايتك
بتفاني ، فمن أجلكِ تجرعت مرارة الزمان ، وتحملت من الدهر كل إمتحان ،
وتسأليني لماذا فكري محتار؟.. وانتِ ساكنة الفكر أنتِ وحدكِ من أختار ،
وفيكِ أحيا ومن بعدكِ سأنهار ، من يبذل الروح لكِ سوى عاشقٌ ثوَار؟. بيني
وبينكِ آلاف الأسرار ، إختاري طريقكِ فبحر الحب مشوار ، واجعليني في قلبكِ
مثل الأنوار ، هنا المودة..هنا الجنة..هنا النار ، إن تركبي البحر أنا في
البحر بحار ، أو تصعدي الجو أنا في الكون إعصار ، وأنا عاشقٌ فداءً لأجل
عينيك أركب آلاف الأخطار ، وأنتِ إختياري وما غيركِ أختار ، فيامنية النفس
هل في الحب أعذار؟.. أحبكِ وقد عاودني الإصرار ، لألقاكِ ونستبق الأقدار
زادت الدنيا بهاءً لرؤياكِ ، وخفتت لكِ أضواء الأقمار ، ياأرق وأعذب
الألحان ، لاتدعي الليل يمر بنا وانسكبي حباً كالشلال ، واشتعلي ناراً
هادئة وكفى فؤادي إضمحلال ، ، وتفجري حباً وتدحرجي شوقاً كالإعصار ، فحبكِ
نارٌ قاتلةٌ ، فاعشقيني وكفاكِ غروراً واستكبار. ياحبيبتي آن الأوان أن
نطوي الشراع ، آن أن نرجع من بحر الضياع ، آن أن نهجر شاطيء الوداع ، آن أن
يغدوا هوانا قصةٌ بين أهل العشق والبلوى تُذاع ، ليعلم العشاق أنه كان في
آفاقها حلمٌ فصاع ، ياحبيبتي أقبل الليل فدعي مقلة العينين تحكي الإلتياع ،
وتذكري أيامٌ تولت بيننا قضيناها سوياً في صراع ، لم نجد إلا أقوالاً
لمنانا ودموعاً من أعيننا تراع ، لم أكن أعلم بأن الحب كنزٌ في فؤادينا
وأحلامٌ لن تباع ، كان عمراً قد قضيناه معاً ننشر الحب في شتى البقاع ،
عيناكِ بحرٌ بها الأمواج والدُّرر ، وببحور عيناكِ لاشط ولاجزر ، كم من
عاشقٍ تمنَّى أخذ لؤلؤةٍ فأجابه الموج والأهوال والأخطار ، وبنور عيناكِ
يجلوا عن الكون ظلمتُه ، فتشرق الشمس والأنوار تنتشر ، ماكان قلبي مضيئاً
دون نورهما ، ولا أضاء بالدنيا شمسٌ ولا قمر ، هاروتَ وماروت أتقنا من
عيناكِ سحرهما فبسحر عيناكِ حتى الجن قد سُحِروا ، ماذا أحدِّث عن عيناكِ
فاتنتي وقد تغنَّى على أهدابها المطر ، فياليتَ شِعري متى ألقاكِ ياقدري
وقد تتدخَّل مابيننا القدر.