على
عهدي على وعدي سأبقى ياحبيبة العمر ، سأبقى طول أيامي أردد لحن أحلامي ،
سأغني أغنيات الحب من الأعماق ، وأطلق في سماء الوجد موَّالاً يخفف حُرقة
الأشواق ، وأسكب للهوى نخباً من الأقداح ، وأرتشف السعادة من فم الأفراح ،
ليبقى السعد مؤتلفاً يشع كطلعة الصباح ، على وعدي سأبقى ياحبيبة العمر ،
فمهما طال البعد والآهات ، ومهما طالت الأيام والساعات ، لن أنسى مدى عمري
بأنكِ نبعُ إلهامي ومصدر كل أنغامي، فدعيني أقول مالم يقال ، دعيني أفعل
مايقال بأنه مُحال ،دعيني أحبكِ في زمان أصبح الحب فيه ضرباً من خيال،
دعيني أحبكِ ولاتكثري السؤال ، لماذا أحبكِ؟..أتسألين لماذا؟.. ياجزءاً من
فؤادي ، يادماً يجري في عروقي ، ياحباً يتغلغل كالسكين في أعماقي ويخترق
شراييني ، وتسألين لماذا؟..يامرارة الآلام وحلاوة الر*** ، ياكل الشقاء وكل
السعادة ، ياوردةً تحيطها الأشواق ، لؤلؤةٌ كتبتها في خيالي أقدس الجُمَل ،
سواحل الدمع في عينيكِ رائعةٌ ، والكحل يسكن أحياناً في المُقَل ، لجاؤا
من الصين في شوقٍ على عَجَل ، هم لو رأوكِ بفستان السهر في الدُّجَى ،
لخرُّوا سجوداً لرب العرش والرسل ، كل النساء إذا شاهدن حسنكِ ، يعدن للبيت
في حزن وفي خجل ، إن قلبي به الهوى ، وحبيبتي هي الأمل ، كنت ألقى حبيبتي
كل يوم إذا طلّ ، كل يوم لنا لقاء ، دون كللٍ أو ملل ، مطلع الشمس نلتقي
نسرق الضمّ
والقُبَل
كم شربنا من الهوى كؤوساً بالحب والغزل ، إنتظرتها ياعسى ، كم تسائلتُ
حائراً هل لها واشياً عذل؟..فقلت يومها مالها؟..فقال ربما محتمل ، فاختفت
حبيبتي يومها واختفى زورق الأمل ، فسئلت الشمس والقمر ، هل رأيتم حبيبتي هل
هي في زُحل؟..كلهم رد باكياً أنها في أَفَل ، ففاظ دمعي كأنه سيلُ على
جبلٍ ، صرت بالدمع غارقاً وقد تغشاني البلل ، كلما حاولت أن أنسى حبيبتي
لاأستطيع ، لأن في كل منعطفٍ غراماً يذكرني فيزداد الوجيع ، ولِي في كل
زاوية حكاية مطرزة لها الذكرى تشيع ، وفي أركان قلبي وفي طريقي أراكِ
فيشتكي قلبي من الوجيع ، وعند زجاج نافذتي ، وخلف بابي ، أراكِ بكل منحدرٍ
تغني وفي عينيكِ ترتسم الدموع ، خيالكِ ياحبيبتي لايفارقني وفي عيوني وجهكِ
لايضيع ، أَحِنُّ إليكِ بهذا الليل فعصافيري الصغيرة غادرتني ومثلكِ ارتحل
عني الجميع.