نتطرق
اليوم في الجزء الثاني من دولة الاختصارات العظمى عن تفاصيل مهمة حول
المنظمات المرتبطة بدولة فرسان مالطا ففي هذه الحلقة كثير من الامور التي
سال عنها بعض الاخوة والاخوات وايضا فيها اجوبة قد تكون اقشعت عن بعض
الغموض الذي كان يخيم على معلومات تلك البؤرة السرطانية الخبيثة
الماسونية لغز غامض يتصل بالدين والسياسة والحرب والتاريخ . وعالم من
الأسرار والاتهامات. وغابة من التعقيدات المبهمة. حيث المكر والتمويه والإرهاب. .
تنسب إليها جميع المؤامرات والدسائس الخبيثة. فقد كانت وراء قيام الحروب
الصليبية, ولعبت دورا كبيرا في إثارة الحروب العالمية. وإقامة الكيان
الصهيوني ومناهضة الدين الإسلامي الحنيف
كانت تسمى (القوة الخفية). لكنها سميت منذ بضعة قرون بالماسونية. لتتخذ من
نقابة البنائين ستارا تلوذ به, ولافتة تعمل من خلالها. ..
وارتبطت نشأتها بمن كانوا يعرفون بـ (فرسان المعبد). التي كانت عبارة عن
قوة عسكرية مبنية على أساس ديني متعصب. . وان فرسان المعبد, كما هو معروف, هي
الجماعة الأم التي انبثقت عنها تنظيمات (فرسان مالطا). . والمنظمتان وجهان
لعملة واحدة. وتهدفان إلى التسلط على العالم بشتى الوسائل. وتسعيان إلى
استقطاب زعماء الدول العظمى, وكبار رجال المال والسياسة. وبالاتجاه الذي يجعل
منهما قوة هائلة تستحوذ على كافة عناصر صناعة القرارات الدولية. فترى أقطاب السياسة
العالمية موزعين منذ زمن بعيد بين هاتين المنظمتين. .
وعلى سبيل المثال لا الحصر. نستعرض هنا ابرز أعضاء الماسونية التي تمثل
الوجه الآخر لفرسان مالطا. وهم كل من
رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستن تشرشل
- الرئيس الأمريكي الأسبق ( جورج واشنطن ).- الرئيس الأمريكي الأسبق ( روزفلت ).
- الرئيس الأمريكي الأسبق ( جيرالد فورد ).- الرئيس الأمريكي الأسبق ( جورج بوش الأب ).- الرئيس الفرنسي السابق ( جاك شيراك ).
-
كارل ماركس - رئيس وزراء كندا الأسبق ( روبرت بوردون ).- رئيس وزراء كندا
الأسبق ( جون ماكدونالد ).- مؤسس منظمة الصليب الأحمر ( أونري جون دونانت
).
الرئيس الأمريكي الحالي .. جورج بوش الابن)
والأخير عضو أيضا في فرسان مالطا . وهذا يفسر عمق العلاقة الروحية بين
المنظمتين. إذ لا فرق في الانتماء لأي منهما. فالمنظمتان تنبعان من زريبة
واحدة وتصبان في مستنقع واحد. . ويفسر أيضا الحقد الكامن وراء إطلاق البيت
الأبيض تصريحات دينية توراتية بين الحين والآخر, عبر مكتب جورج بوش الابن,
المعروف بمواقفه اليمينية المسيحية حول السياسة الأمريكية العدوانية في الشرق
الأوسط .
ولم تكن كلمات جورج بوش الابن عن ( الحروب الصليبية ) مجرد زلة لسان. كما
لم يكن وصفه للمقاومة اللبنانية في الجنوب بـ ( الفاشية الإسلامية ) مجرد
هفوة. أو سوء تعبير. بل كان جزءا من التفكير التنظيمي المتطرف الذي يؤمن به وينتمي
اليه هذا الزعيم الأمريكي المتهور. وجاءت تصريحاته منسجمة مع المشاعر المكبوتة
لفرسان مالطا ولعناصر الحركة الماسونية. ومطابقة لعقيدة التطرف الكاثوليكي
الغربي المتعصب . ولم يكن جورج بوش إلاّ مُعبِّرًا عن الوجدان الصليبي
-
الصهيوني، حينما قال: ( إن الحرب على العراق حربٌ صليبية ). وكان لهذا الزعيم الأمريكي المجنون الدور الفاعل في إدخال تغييرات جذرية
على السياقات التعبوية العسكرية. والتي لم يسبق لها مثيل من قبل. . كما سنرى
في الفقرة التالية:
التغيرات والتحولات الجذرية في السياقات التعبوية الحربية :
شهد العالم تحولا جذريا في السياقات العسكرية التقليدية على يد الإدارة
الأمريكية. بعد قيامها بإشراك جيوش المرتزقة في غزواتها ومغامراتها. وصارت
جيوش المرتزقة تعرف اليوم بـ (الشركات العسكرية الخاصة). أو (الشركات الأمنية).
أو (شركات الحماية). وعرف العالم لأول مرة اصطلاح (خصخصة الحروب والعمليات
العسكرية). فظهرت إلى واجهة الأحداث العالمية مجاميع متخصصة في خوض
المعارك الساخنة, ومعززة بكافة الأسلحة والمعدات الثقيلة وفوق الثقيلة. وبتشجيع
البنتاغون, ومباركة دولة (فرسان مالطا). التي سارعت إلى منح عناصر
المرتزقة جوازات سفر. تتيح لهم حرية التنقل عبر القارات. .
ورصد المحللون انحرافا خطيرا في النهج السري القديم الذي سلكته دولة
فرسان مالطا, ومحافل الحركة الماسونية. تمثل بالخروج العلني من دهاليز التعتيم
والكتمان إلى فضاءات العمليات القتالية المفضوحة والسافرة. وجاءت تشكيلات
جيوش المرتزقة منسجمة تماما مع النوايا والتطلعات العسكرية العدوانية الهجومية
للإدارة الأمريكية. ولم تعد أمريكا تكترث كثيرا بعدم كفاية أعداد الجنود
والمحاربين. ولم تعد بحاجة إلى قوانين للتجنيد الإلزامي. كما لم تعد بحاجة
إلى التأييد الشعبي المحلي العام. ولم تعد بحاجة إلى دعم الدول الأخرى
ومساندتها في خوض حروبها العدوانية. واستغنت نهائيا عن تشكيل التحالفات الدولية. بعد أن
وجدت ضالتها في استخدام جيوش المرتزقة. .
واستعانت أمريكا لأول مرة بالشركات العسكرية الخاصة, وعناصرها المعبئة
بالشر في بناء إستراتيجيتها العسكرية الهجومية الجديدة. وباتت شركات المرتزقة هي
البديل المناسب لتجاوز كل العقبات التي قد تقف بوجه المخططات الأمريكية
التوسعية غير المحدودة
وفيما يلي ابرز نقاط التحول في السياقات التعبوية التقليدية :-
- أصبحت قرارات الحروب الدولية من أيسر وابسط القرارات. خصوصا إذا كانت
الدولة الغازية تمتلك ما يكفي من الأموال لتغطية نفقات جيوش المرتزقة. التي
ستتكفل بجميع العمليات الحربية. . .
- أصبحت الحروب والانقلابات العسكرية استثمارا تنفرد به شركات متخصصة بخوض
الحروب على النطاق الدولي. وتمتلك من العتاد ما لا تمتلكه دول كثيرة
مجتمعة . .
- لم تعد الحروب الدولية مقتصرة على الدفاع عن الوطن. بل من اجل
الاستحواذ على الثروات. وتحقيق المزيد من المكاسب المالية. . .
- أصبح واضحا للشعوب أن هناك من يدير كوكب الأرض في الخفاء. ويتستر وراء
مظاهر خادعة. ومشبعة بالحقد, والكراهية المنبعثة من رماد الحروب القديمة. فظهرت
علينا جيوش قادمة من العصور الوسطى. تحمل في أجندتها أهدافا انتقامية سوداء.
وتسعى إلى نشر الصهيونية - الصليبية في العالم . .
حقائق مذهلة, وتساؤلات مشروعة, وإجابات غامضة :
ما زالت دولة (فرسان مالطا) تعترف بتاريخها الصليبي. وتتفاخر بالحروب التي
خاضتها ضد المسلمين. وتتباهى بغاراتها على مدنهم الساحلية, وقرصنتها على
أساطيلهم البحرية. ..
وبالتالي فان خطر الفرسان الحالي ليس اقل خطرا من الماضي. ويكفي أن نعرف
أن منظمات الإغاثة التبشيرية المرتبطة بدولة (فرسان مالطا), والمرسلة إلى
المناطق الملتهبة في جنوب السودان. كانت وما تزال عنصر الدعم للمتمردين على
الحكومات العربية. وهم الذين فصلوا إقليم (تيمور) عن اندونيسيا الإسلامية. والأخطر
أن دورهم التبشيري لا ينفصل عن الدور الطبي. والأموال لا تدفع بغير مقابل
تبشيري.أو بغير غايات انتقامية. .
ويعتقد المحللون أن هذه الأفكار الكاثوليكية المتطرفة تشكل خطرا كبيرا على
الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية. مثلما هي خطرا على الأمة الإسلامية. فقد
كانوا يقتلون أتباع الكنيسة الشرقية. ويخطفون أطفالهم ويعيدون تعميدهم على أسس
كاثوليكية. .
ثم إن دولة (فرسان مالطا) متهمة بدور مشبوه. تحدث عنه إعلاميون وباحثون
كبار حيث قال كل من كبير الصحفيين العرب (محمد حسنين هيكل ), والمفكر الأمريكي
جيرمي سكاهيل .. بأن معظم الجنود المرتزقة في العراق يحملون جنسية دولة (فرسان
مالطا).
مما اكسبهم مسحة تبريرية لا سابق لها وان قادة ( منظمة بلاك ووتر ). وعلى
رأسهم الجنرال المتقاعد .. جوزيف شميتز يتبجحون .. كثيرا بعضويتهم في مسلك
فرسان مالطا العسكري السيادي. التي كان وما يزال هدفها المعلن هو إعادة
بناء هيكل سليمان في القدس. وفي مكان المسجد الأقصى. .
وإذا كانت دولة (فرسان مالطا) تدعي بأنها منظمة خيرية. فما الغاية من
التمثيل الدبلوماسي الواسع في هذا العدد الكبير من البلدان ؟؟. وما هو المغزى من
منح بعض السفراء درجة (مستشار عسكري ) ؟؟ . وهل يعني ذلك مثلا. أن
باستطاعة (نمور التاميل), أو (الخمير الحمر), أو (الجيش الايرلندي السري) أن يقدموا
طلبا للحصول على سفارات لهم تتمتع بالحصانة الدبلوماسية أيضا ؟؟. .
ولو راجعنا السجل التاريخي لدولة أو منظمة (فرسان مالطا). سنستخلص منه
حقائق مدهشة. تجعل الشبهات تحوم حول ماهية الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها هذه
الدولة :-
- أن هذه الدولة (المنظمة) كانت قادرة على التحول الكامل من العمل الخيري
إلى العمل العسكري وبالعكس. وحسب الظروف السياسية الملائمة. .
- أنها مارست العمل العسكري ضد المدن الإسلامية, وضد الملاحة العربية منذ
قرون.
..
- تمتعت بدعم ورعاية واعتراف الدول الأوربية للقيام بغاراتها المتواصلة
على السواحل الإسلامية شمال أفريقيا, وسفن المسلمين في البحر الأبيض المتوسط.
. - تستبطن بداخلها على آلية عقائدية وتنظيمية متطرفة تجعلها قادرة على
مواصلة نشاطاتها إلى فترات زمنية طويلة. .
- أن تواجدها الحالي في السودان وتيمور الشرقية بصفتها الخيرية يأتي في
سياق دعم الحركات الانفصالية هناك
- إنها تقوم بدورين متناقضين في آن واحد. فهي منظمة تقوم بدور دولة. وهي
أيضا دولة تحمل ملامح منظمة. . .
- إنها آخر الفلول الصليبية المسيطرة على صناعة القرار في أمريكا .